قصة نصف قرن من العداء الجزائري للمغرب

DR

في 24/10/2014 على الساعة 19:16

أقوال الصحفاستأثر الخلاف بين المغرب والجزائر، الذي تفجر عقب استهداف الجيش الجزائري لمدنيين مغاربة على الحدود الشرقية، باهتمام مجموعة من اليوميات المغربية في أعدادها لنهاية الأسبوع.

فقد نشرت "أخبار اليوم" ملفا تحت عنوان "المغرب.. عقدة جزائرية"، في حين طرحت "الأحداث المغربية" سؤالا عريضا في ملفا "لماذا يكره النظام الجزائري المغرب؟"، بينما خصصت "المساء" ملفها للأخطار التي تصدرها الجزائر إلى المغرب.

وقالت جريدة "أخبار اليوم"، في ملف من 4 صفحات، إن إطلاق النار على مواطن مغربي من قبل الجيش الجزائري وإصابته في الرأس أجج خلافا عميقا بين البلدين، أشبه ما يكون بمرض خبيث كامن تحت الجلد، لن أعراضه تظهر على شكل قروح ودمامل، يتوهم الناظ إليها أن علاجها تكفي فيه المراهم، بينما يستمر المرض في الاستشراء في جسد صاحبه.

وأضافت الجريدة أن الكثير من الباحثين والمؤرخين المغاربة، الذين استقصت آراءهم أو رجعت إلى بحوثهم وكتاباتهم، يعتقدون أن المشكل يكمن في عقدة لدى القيادات المتعاقبة على حكم الجزائر، تسمى "المغرب"، عقدة تعود جذورها إلى أن المنطقة شهدت فترات حكم فيها المغاربة، وأخرى حكم فيها التونسيون، بينما لم تتح مثل تلك الفرصة أمام الجزائريين.

ولخصت اليومية الفكرة الرئيسية لملفها فيما صرح به المؤرخ والدبلوماسي العربي المساري، الذي قال: " إن القوم (يقصد الجزائريين) لديهم نظرة منطلقها أن تونس كان لها دور في قيادة المنطقة أيام الفاطميين، وأن المغرب شبع قيادة في المنطقة في عدة فترات، وأنه آن الأوان ليحل دور الجزائر، وهي مصممة على ألا تضيع الفرصة التي سنحت لها، وعلى المغاربة والتونسيين أن يفسحوا لها المجال بكل أخوة".

وقدمت يومية "أخبار اليوم" 6 مفاتيح لفهم العلاقات المغربية الجزائرية، أولها البحث عن قيادة إقليمية، وثانيها تأليب شعب يحب المغرب، وثالثها حرب الرمال، ورابعها تناقض طبيعة ونظامي البلدين، وخامسها إغلاق الحدود، ثم سادسها الصحراء، التي اعتبرتها الجريدة "بيت الداء".

كما أجرت اليومية، في الملف نفسه مجموعة من الحوارات مع العربي المساري، الذي اعتبر أن ما يجري بين المغرب والجزائر يفوق ما يجري بين الكوريتين، وسعد الدين العثماني، وزير الخارجية السابق، الذي قال إن النزاع بين البلدين لا علاقة له ببقاء أو ذهاب بوتفليقة، وختمت اليومية ملفها بسؤال عريض حول كيفية تعامل الملوك الثلاث مع الجزائر. 

أما جريدة "الأحداث المغربية"، فنشرت ملفا من صفحين تحت عنوان كبير عبارة عن سؤال: "لماذا يكره النظام الجزائري المغرب؟

وقالت الجريدة أنه في كل مرة يطرح هذا السؤال تقفز الإجابة بالتخصيصن لكن قبل ذلك تشهد محطات عديدة باستيقاء الجواب، حيث يعبر الشعبان عن عدم اكثراتهما بالسياجات والجدران، ويعبران عن الود والتآخي، ويصعب أن تعثر على جزائري يكن الحقد للمغرب، وتنفجر هذه العواطف في مناسبات عدة، سواء في الفن أو الرياضة أو الثقافة، وتكاد رسائل حكام الجزائر الرسمية للمغرب تنطق بذلك، لكن تحت هذه الصورة تاريخ من الحقد والمكائد عاشته هذه العلاقة، بدءا من حرب الرمال، مرورا بطرد المغاربة من الجزائري، وبحرب أمكالا، وانتهاء بشريط مستمر من التحرش بالمغاربة على الحدود الشرقية، كا آخرها إطلاق النار في وجه مدنيين.

ونشرت الجريدة مجموعة من المقالات في الموضوع، حيث عادت إلى المسيرة الخضراء وما سببته من جنون لدى قادة الجزائر، والانتقام الأعمى من المغاربة بالجزائر في عيد الأضحى، ووضعت كرونولوجيا للاستفزازات التي لم تتوقف، وتطرقت لكابوس الحدود الشرقية الذي يقض مضجع الجزائريين، وسردت معطيات عن الطرد الجماعي للمغاربة من الجزائر.

أما "المساء" فنشرت ملفا من 4 صفحات استعرضت فيه الأخطار التي تصدرها الجزائر إلى المغاربة، وعلى رأسها "الرصاص غير الطائش" واقتحام الحدود واعتقال المدنيين، والأدوية الفاسدة، والأوبئة الحيوانية، بالإضافة إلى تصدير الإرهاب إلى المغرب، وتشجيع الهجرة السرية، وسلب الجيش الجزائري لممتلكات العمال المغاربة.

وأجرت الجريدة حوارا مطولا مع الباحث والخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية عبد الرحمان مكاوي، قال فيه إن على المغرب ألا ينقل ملف الاستفزازات الجزائرية إلى مجلس الأمن، كما اعتبر فيه أن استفزاز المغرب لتصريف الأزمات الداخلية هي عقيدة الجزائريين.

ملايير الدولارات تنفق على التسليح ونصب الكمائن

ما خلصت إليه الملفات الصادرة في أعدادها لنهاية الأسبوع هو أن الصراع بين المغرب والجزائر ضارب في عمق التاريخ، والمناوشات والاستفزازات الحالية ليست سوى تمظهرات لهذا الصراع، الذي عمر طويلا، بسبب عقيدة القادة الجزائريين التي جعلت من المغرب "عدوا لدودا"، لتحقيق أطماعها في المنطقة، دون أن تفكر في مصير الملايين من شعبها، الذي لم تنعكس عليه ملايير الدولارات المتأتية من الغاز والبترول، والتي تنفق في التسليح وفي نصب الكمائن لبلد جار.

تحرير من طرف عزيز
في 24/10/2014 على الساعة 19:16