حكاية السيدة المحتجزة لثمان سنوات كما روتها ابنتها وعائلتها

DR

في 22/10/2014 على الساعة 20:45

أقوال الصحفخصصت جريدة المساء في عدد يوم غد الخميس، حيزا مهما من الصفحة الثانية لضحية الاحتجاز من طرف زوجها لمدة ثمان سنوات، وزارت عائلتها والتقت بأفراد من عائلتها من بينها ابنتها التي صرحت بأن والدتها كانت تعيش في غرفة بالطابق السفلي مع القطط والكلاب.

جريدة المساء زارت الضحية فاطمة الزهراء قديس والتقت بأفراد من عائلتها الذين قاموا باحتضانها بعدما تمكنوا من استصدار أمر باقتحام المنزل الذي كانت محتجزة فيه، وعاينت حالتها الصحية وهي ممدة على ظهرها بغرفة جلوس العائلة لا تسطيع الكلام ولا الحركة، فقط إشارات تقوم بها بوجهها أو بيديها، وهو ما جعل الساهرين على راحتها من أفراد العائلة يجدون صعوبة في نقلها، خاصة أن التقرير الطبي الأخير يوضح أن الضحية تعاني من هشاشة كبيرة في العظام لن تقوى معها على الحركة وتحتاج إلى رعاية خاصة.

ابنة عم الضحية صرحت لليومية بأن العائلة كانت دائما تزور فاطمة الزهراء وتطمئن على حالها وحال أولادها كلما سنحت لهم الفرصة، وأن الضحية كانت مدللة أبيها وأمها التي توفيت وظلت هي تعيش مع والدها حتى بعد زواجها في منزله الذي كتبه في اسمها، إلا أن العائلة قاطعتها بعد طردها لأبيها إذ لم يتم تقبل ما فعلته، لكنهم حاولوا زيارتها بعد تحويل وجهة السكن وتم منعهم من ذلك، إلى أن توفي والدها دون أن يقابلها ودون أن يعلم بما حدث لابنته.

وحسب اليومية فإن الضحية لديها ابن وابنة تبلغ من العمر 18 سنة سردت للجريدة تفاصيل دقيقة من احتجاز والدتها داخل بيت شبهته بالسجن، إذ سجنت الضحية في الطابق السفلي للمنزل ولا يعيش معها سوى القطط والكلاب، وممنوع عليها زيارتها طيلة فترة احتجازها حتى قررت الهرب إلى دار عمها.

ذكرت الابنة لليومية بأن الغرفة التي كانت تعيش بها والدتها خالية من الأفرشة وحولها تجتمع مختلف أنواع الحشرات والحيوانات من فئران وكلاب وقطط، فضلا عن الروائح الكريهة التي كانت تعم المكان والتي بالرغم من تنظيفها لم يمح آثرها، وهو ما جعل الابنة التي كانت تعيش حياة أليمة ومهددة بالخروج من المدرسة تفكر بالهرب بإلقاء نفسها النافذة لكن خوفها من العواقب جعلها تفكر في طريقة ذكية للهرب وفضح المأساة التي تعيشها أمها.

وأضافت اليومية بأن عائلة الضحية حين علمت بحقيقة ما تعانيه قامت بطرق أبواب إحدى الجمعيات غير أنها رفضت الاستجابة لطلبهم، ليلجؤوا إلى ولاية الأمن رفقة ابنة الضحية حيث تم الاستماع إليها واستصدروا أمر من وكيل الملك باقتحام المنزل الذي تعيش به الضحية، ووجدوها في الطابق الثاني مرتدية ملابس جديدة لكن أسفل البيت كانت الروائح الكريهة لا تزال في المكان، وعلامات الاحتجاز بادية عليها.

وحسب جريدة المساء فإن رجال الأمن بعدما تأكدوا أن عائلة الضحية ستحتضنها تركوها لهم بعدما نقلوها في البداية إلى المستشفى الإقليمي بن امسيك بالبيضاء لمعاينة وضعها الصحي ليتم نقلها بعد ذلك إلى مستعجلات ابن رشد لاجراء التحاليل اللازمة التي أوضحت أنها تعاني من هشاشة العظام وأصبحت عاجزة تماما عن تحريك يديها ورجليها وحتى الأكل والشرب اختلط بالنسبة إليها، كما أنها لا تتحرك إلا بسيارة إسعاف لأن جسدها لا يطوى ويظل في وضع مستقيم، إضافة إلى معاناتها من اضطراب نفسي.

كشف الحقيقة

عائلة الضحية تنتظر شفائها وتحسن حالتها الصحية بفارغ الصبر، من أجل أن تكشف حقيقة ما حدث معها وحتى تخبرهم كيف انقلبت حياتها رأسا على عقب؟ وكيف تحولت إلى سجينة من طرف زوجها؟ لأنها الوحيدة التي تملك فك لغز مأساتها، كما أن قضيتها تحتاج إلى دعم قوي من طرف الجمعيات النسائية والحقوقية للوقوف على سير التحقيق من أجل معرفة كيف قضت الضحية 8 سنوات من عمرها في سجن منزلي دون أن يجرأ أحد على فكه.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 22/10/2014 على الساعة 20:45