بسبب إشاعة.. حشود تحاصر وتهاجم مركزا للدرك

DR

في 31/10/2014 على الساعة 21:26

أقوال الصحفلعلع الرصاص ليلة أمس الخميس في منطقة أولاد فرج بالجديدة، بعد أن هاجم مئات الشبان مركزا للدرك، محاولين الاعتداء على عناصره، بعد أن ظنوا أن أحد أبناء المنطقة قضى نحبه بسبب التعذيب، ما أدى إلى إصابة 3 دركيين. الخبر نقلته كل من "الأحداث المغربية" و"صحيفة الناس" في عددهما لنهاية الأسبوع.

"الأحداث المغربية" اختارت إفراد الخبر على صدر صفحتها الأولى، مرفوقا بصورة لسيارة للدرك مكسرة جراء الاعتداء. وقالت الجريدة إن حالة انفلات أمني خطير عاشها مركز أولاد فرج، على بعد 45 كلم شمال مدينة الجديدة.

وفي التفاصيل على الصفحة الخامسة من "الأحداث"، نقرأ أنه في حدود الساعة السابعة مساء من يوم أمس الخميس، انتشرت إشاعة بين صفوف أبناء المنطقة، تفيد بتعذيب شاب حتى الموت ، كان في ضيافة الدرك الملكي، مما حذا بمئات الأطفال والشبان إلى "عزل" المنطقة، من خلال قطع الطرقات المؤدية إلى أولاد فرج، عبر نصب متاريس من الحجارة والتسلح بالعصي الغليظة وأسلحة بيضاء.

وتضيف اليومية أن المئات من الشبان توجهوا لمداهمة المركز، بدعوى "القصاص" لابن منطقتهم، الذي تناهى إلى علمهم بأنه فارق الحياة على إثر ضربة قوية على مستوى جهازه التناسلي.

وتزيد الجريدة ذاتها أن رجال الدرك الملكي اضطروا إلى الاحتماء بمكاتبهم من خلال إغلاق الأبواب الحديدية للمركز ذاته، خشية أن يتعرضوا لاعتداءات جسدية، وهو ما جعل الشبان الهائجين يعيثون فسادا ببهو المركز، حيث قاموا بتهشيم واقيات سيارات المصلحة والسيارات الخاصة بالدركيين، فضلا عن الواجهات الزجاجية.

حدة العنف ازدادت عندما حضرت سيارة الإسعاف لنقل الشاب إلى المركز الاستشفائي للجديدة، والذي يعاني من حالة إغماء مؤقتة،، حيث حاولوا اعتراض سبيلها من أجل الاطلاع على حالته الصحية، وتزيد الجريدة أنه أمام التصعيد، اضطر رجال الدرك إلى إطلاق 5 رصاصات في الهواء، مما أدى إلى تفريقهم، ليلوذ العديد منهم بالفرار عبر الشوارع والازقة المظلمة لأولاد فرج.

وفي "صحيفة الناس" نقرأ على صدر صفحتها الأولى أيضا أن قرويين هاجموا مركزا للدرك بسبب إشاعة مقتل معتقل، وأوردت الجريدة أن الهجوم الهستيري لمئات الأشخاص أدى إلى إصابة ثلاثة دركين؛ اثنان منهم أصيبوا على مستوى الوجه والرجل، بسبب وابل الحجارة الذي تعرضوا له، أما الدركي الثالث فأصيب بانهيار عصبي.

وحسب "صحيفة الناس"، فإن الخسائر المادية شملت تكسير خمس سيارات خاصة كانت مركونة داخل المركز، غير أن الجريدة أوردت أن السبب في اندلاع هذه الأحداث يعود إلى خلاف بين مواطن ودركي، طلب من الأول التنازل عن شكاية، وهو ما رفضه ابن الدوار، قبل أن تتطور الأمور إلى الأسوأ.

الجريدة نفسها نقلت تصريحا لمدير المستشفى الإقليمي بالجديدة، أكد فيه أن الشاب موضوع الجدل، حي يرزق ولا يعاني من أي إصابات وحالته لا تدعو إلى القلق.

الإشاعة أشد من القتل

ما جرى باولاد فرج، يظهر مدى الهشاشة التي تعاني منها علاقة المواطن بالسلطة، فإشاعة خبيثة كادت أن تؤدي إلى انفجار الوضع بالمنطقة، خاصة وأن الحشود التي قدرت بالمئات، حاصرت عناصر الدرك الملكي، وكادت تتطور الأمور إلى سقوط قتلى، والسبب هو عدم التأكد من معلومة.

مثل هذه الأحداث لا يجب أن تمر مرور الكرام، لأن من شأن إشاعة، قد تكون بحسن نية أو العكس، أن تتسبب في غليان جماهيري، خاصة إن شارك فيه القاصرون والأطفال، إذ أن أي يتدخل لإرجاع الأمور إلى نصابها من شأنه أن يخلف ضحايا بالجملة.

في 31/10/2014 على الساعة 21:26